Sunday, July 22, 2018

سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه2018

سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي [1] بن غالب [2] بن فهر بن مالك بن النضر بنكنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنانويجتمع نسب عمر بن الخطاب بالرسول محمد في كعب بن لؤي.
أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عمّ كلٍ من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليدكما تعتبر أمه ابنة عم أبو جهل[3].يجتمع نسبها مع النبي محمد بن عبد الله في كلاب بن مرة[2].
وهو أبن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم.
وأخوه الصحابي زيد بن الخطاب والذي كان قد سبق عمر إلى الإسلام.
اللقب والكنية
لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر[4][5] ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة المكرمةوفرق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الارقم بن ابي الارقم قال له: «ألسنا علي حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان [6]
وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال:
« سألت عمر رضي الله تعالى عنه لأي شيء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام، فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم " ؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: مالكم؟ قالوا: عمر، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته، فقالما أنت بمنته يا عمر؟ قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها اهل المسجد، قال: فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قالبلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم، قال: فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل »
وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:
« "قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم»
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال:
«وافقنا من علي يوماً أطيب نفساً ومزاجاً فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: "ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل
وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى:
« قال ابن شهاب: "بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرمن ذلك شيئاً ولم يبل
وقيل سماه به جبريل عليه السلام. رواه البغوي.
أما الشيعة فيرون أن من لقب بـ "الفاروق" من قبل النبي محمد هو علي بن أبي طالب
المولد والنشأة
ولد بعد عام الفيل وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة[19]وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءةعمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته[20]وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها التجارة[21]، وأصبح يشتغل بالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياء مكة، ورحل صيفاً إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، واشتهر بالعدل [22]، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً،وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، رضوا به، بعثوه منافراً ومفاخرا
المظهر والشكل
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.[26] وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل [27]وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء لشدة خشيته من الله [28][29] أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ [30].
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي.
وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته [31]، وكان ذا هيبة.ويتصف بالشجاعة والقوة.[26]
ذرية عمر بن الخطاب وزوجاته
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا
الزوجات قبل الإسلام
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم، أخت أم المؤمنين أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزل قوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾«‌60:10» سورة الممتحنة - آية 10وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
أم كلثوم أو (مليكةبنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول قوله تعالى:- (ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركاً.
زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معا إلى المدينة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمروولدت له حفصة أم المؤمنين وعبد الرحمن وعبد الله.
الزوجات بعد الإسلام
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدا واحدا في عهد رسول الله هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرون بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله[33] ولدت له ولدا واحدا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل[34]، فقتل عنها في معركة اليرموك شهيدا، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر شهيدا، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.
أم كلثوم بنت عليوهي ابنة علي بن أبي طالبتزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشر للهجرة[35]، وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد[36] ورقية [37].
اعتناق الإسلام
أسلم عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة [38] وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاث أيام [39]، وقد كان عمره يوم بعث النبي محمد ثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابياً فكان هو متمماً للأربعين، فعن ابن عباس أنه قال:
««أسلم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة وثلاثون رجلاً، ثم إن عمر أسلم، فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾«‌8:64»»[40]
ووفق المصادر الإسلامية فإنه قد استجاب الله به دعوة النبي محمد، إذ قال:
««اللهم أعز الإسلام باحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمر بن هشام. قال: وكان أحبهما إليه عمر» [41]. »
وعن أنس بن مالك قال:
«أن عمر خرجَ متقلداً سيفه فلقيه رجلٌ من بني زهرة فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال (عمر): أريد أن أقتل محمدا! قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا؟ فقال عمر: ما أراك إلا صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه! قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ أن ختنكَ وأختكَ قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه! (.....) قال عمر: فأتيت الدار – أي دار الأرقم – وحمزة وأصحابه جلوسٌ فيه ورسول الله في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب! قال (حمزة): وعمر بن الخطاب؟! افتحوا له الباب فإن كان يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه لأن قتله علينا هيّنٌ! فسمعَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب! فخرج رسول الله فأخذ بمجامع ثيابه ثم نتره نترةً فما تمالك أن وقع على ركبتيه في الأرض، فقال (رسول الله): ما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله.[42]»
.كما روي أن عمر أسلم بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة – والتي قد وقعت في السنة الخامسة للبعثة – أي أنه أسلم في السنة السادسة للبعثة.[43]
كما روي أن عمر قد أسلم قبل الهجرة بقليل حينما هاجر الرسول محمد في السنة الثالثة عشر من البعثة. حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر أسلم بعد 40 أو 45 رجلاً بعد الهجرة إلى الحبشة [44] بينما كان كل المهاجرين من المسلمين الذين آخا بينهم النبي وبين الأنصار في المدينة المنورة لا يتجاوزون 45 رجلاً [45] وعليه ترجّح بعض الروايات أن عمر كان من أواخر من أسلموا من المهاجرين حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر دنا من رسول الله في مكة وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمعه عمر يقرأ في صلاته الجهرية بالمسجد الحرام هاتين الآيتين من سورة العنكبوت﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ48 ›بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ49 ›«‌29‌‏:48—49» [46]، فتأثر عمر وأسلم.[47] وقد كانت سورة العنكبوت آخر سورة نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.
[عدل]بعد الإسلام والهجرة إلى المدينة
توجد روايتين عن ما جرى بعد إسلامه الأولى عن أبنه عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: بينما عمر في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال: ما بالك؟ فقال له عمر: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت، فقال العاص بن وائل: لا سبيل عليك، فقال عمر: بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه.[48]
والثانية تقول أنه لم يهاجر أحد من المسلمين إلى المدينة المنورة علانية إلا عمر بن الخطاب، حيث لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهما وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيمفصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: "شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". فلم يتبع أحد منهم إلا قوم مستضعفين أرشدهم وعلمهم ومضى[49][50].
ووصل عمر المدينة المنورة ومعه ما يقارب العشرين شخصاً من أهله وقومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله أولاد سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنته حفصه، وابن عمه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة. ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر. وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أبي مكتوم وبلال وسعد وعمار بن ياسر.
وفي المدينة المنورة آخى النبي محمد بن عبد الله بينه وبين أبو بكر [50] وقيل عويم بن ساعدة [51] وقيل عتبان بن مالك [52] وقيل معاذ بن عفراء [50]، وقال بعض العلماء أنه لا تناقض في ذلك لاحتمال أن يكون الرسول قد أخى بينه وبينهم في أوقات متعددة [53]وفقا لابن الجوزي ثبت أن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي محمد [54] ففي غزوة بدر كان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما استشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر، فأحسن الكلام ودعا إلى قتال المشركين. وقد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس
الخلافة
ولي عمر الخلافة بعهد من أبي بكر وكتب له كتابا بذلك.[56]فلما نزل بأبي بكر رضي الله عنه الموت، نظر في أمر المسلمين، وقام باستشارة الصحابة من المهاجرين والأنصار: فدعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر. فقال: إنه أفضل من رأيك إلا أنه فيه غلظة. فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضاء عنه، وإذا لنت له أراين الشدة عليه. ودعا عثمان بن عفان وقال له: أخبرني عن عمر. فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله. فقال أبو بكر لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددت أني كنت من أموركم خلواً وكنت فيمن مضى من سلفكم. ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك! فقال أبو بكر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أبالله تخوفني! إذا لقيت ربي فسألني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك. ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خالياً ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً. ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي. فقرأ عليه، فكبر أبو بكر وقال: اراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله. فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يألكم نصحاً. فسكن الناس، فلما قرىء عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي. فقالوا: سمعنا وأطعنا.[57].
وقال عمر يوم أن بويع بالخلافة: «رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده».[58] ولقد كان عمر قريبًا من أبي بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وروي أنه لما ولي الخلافة صعد المنبر وهمَّ أن يجلس مكان أبي بكر فقال: «ما كان الله ليراني أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكر»، فنزل مرقاة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم: إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف[59]
وروي أن عمر خطب المسلمين يوما فقال:
«"بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي أو قالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه؛ فكيف وقد صارت الأمور إليه؟ أيها الناس إني قد وُليت أموركم، أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي، فأما أهل السلام والدين؛ فإنها أين لهم من بعضهم البعض أو إني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف".[60]»
وقد اتسم عهد عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ، وفقا لمشورة علي بن أبي طالب.[61]كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجانوبنيت في عهده البصرة والكوفة وقد سمى الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام ويقول حسن العلوي أن عمر هو مؤسس حضارة رافدية مثله مثل سرجون الأكدي وحمورابي ونبوخذ نصر . وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية
قال الزهري: "فتح الله الشام كله على عمر، والجزيرة ومصر والعراق كله، ودون الدواوين قبل أن يموت بعام، وقسم على الناس فيئهم"
التسمية بأمير المؤمنين
على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سمي بـ "أمير المؤمنين"، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يلقب بـ "خليفة رسول الله" كما يروي ذلك أهل السنةفلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر "خليفة خليفة رسول الله". فاعترض عمر على ذلك قائلاً: فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء فقال بعض أصحاب رسول الله نحن المؤمنون وعمر أميرنا. فدُعي عمر أمير المؤمنين.[63].
وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين ؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص ؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم.[64][65]
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": قال الزهري: أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة.[62]
في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بـ "أمير المؤمنين".[66][67]
ويروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة.[68]
من أولياته
مسجد عمر في بيت لحم حيث يقال أن عمر بن الخطا صلى بالمسلمين في تلك البقعة عند زيارته للمدينة
تذكر عدد من المصادر انه أول من وضع تأريخا للمسلمين واتخذ التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو أول من عسعس في الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر.
أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في موسم الحج حتى يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية فيطمئن على عباداتهم وأخبارهم.
أول من اتخذ الدرة (عصا صغيرة) وأدب بها. حتى أن قال الصحابة والله لدرة عمر أعظم من أسيافكم وأشد هيبة في قلوب الناس.
أول من مصر الأمصار.
أول من مهد الطرق ومنها كلمته الشهيرة (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر).
في العبادة
أول من نادى بجمع المصحف الشريف
أول من جمع الناس على صلاة التراويح.
هو أول من جعل الخلافة شورى بين عدد محدد.
أول من وسع المسجد النبوي.
أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم.
أول من آخر مقام إبراهيم.
جمع الناس على أربعة تكبيرات في صلاة الجنازة.

العلاقات العامة
أسقط الجزية عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب.
منع هدم كنائس المسيحية.
تؤخذ الجزية على حسب المستوى المعيشي.
في مجال الحرب
أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق وفلسطين والأردن.
أول من أمر بالتجنيد الإجباري للشباب والقادرين.
أول من حرس الحدود بالجند.
أول من حدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم (4 أشهر).
أول من أقام قوات احتياطية نظامية (جمع لها ثلاثون ألف فرس).
أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصلة مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش.
أول من دوّن ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم.
أول من خصص أطباء والمترجمين والقضاة والمرشدين لمرافقة الجيش.
أول من أنشأ مخازن للأغذية للجيش.

فتوحاته
الفتوحات الإسلامية من عهد الرسول وحتى نهاية الخلافة الأموية
في مجال السياسة
أول من دون الدواوين.
أول من اتخذ دار الدقيق (التموين).
أول من أوقف في الإسلام (الأوقاف).
أول من أحصى أموال عماله وقواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم (من أين لك هذا).
أول من اتخذ بيتا لأموال المسلمين.
أول من ضرب الدراهم وقدر وزنها.
أول من أخذ زكاة الخيل.
أول من جعل نفقة اللقيط من بيت مال المسلمين.
أول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها.
أول من اتخذ دارا للضيافة.
أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجارة.
أول من حمى الحدود.
إغتياله ووفاته
حجرة السيدة عائشة حيث يوجد بها قبر الرسول محمد وأبو بكروعمر بن الخطاب
منظر أمامي لحجرة السيدة عائشة حيث دفن عمر بن الخطاب بجانب الرسول محمد وأبو بكر
خرج عمر إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ يؤمّ الناس، فتربص به غلام اسمه فيروز وهو عبد للمغيرة بن شعبة ويكنى أبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: "قتلني -أو أكلني- الكلب"[70]، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة[70]، فألقى عليه أحدهم ثوباً، ولما رأى أن قد تقيّد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه بخنجره [70][71][72]ثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حمل المسلمون عمراً إلى داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنه أبو لؤلؤة فقال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام"، ثم قال لابنه: "يا عبد الله انظر ما عليّ من الدُّين" فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف درهم، فقال: "إن وفّى مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عديّ، فإن لم تفِ أموالهم، فاسأل في قريش"، ثم قال: "اذهب إلى أم المؤمنين عائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه" فذهب إليها، فقالت: "كنت أريده -المكان- لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي"، فلما رجع وأخبر بذلك عمر، حمد الله [73]فدفن بجانب النبي محمد، وأبو بكر كما أراد. وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة ممن توفي رسول الله وهو راضٍ عنهم ؛ على أن يكون الأمر شورى بينهم وهمعثمان بن عفان ،علي بن ابي طالب، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين.
عمر في عيون الغرب ( المستشرقين )
في كتابه "محمد وخلفاؤه"، قال المؤرخ الأمريكي واشنطن ايرفينج:
   
إن تاريخ عمر بالكامل يظهر لنا أنه (عمر) كان ذو عقليّة فذّة، ونزاهة ثابتة صلبة، وعدالة صارمة، وكان أكثر من أي أحد آخر هو المؤسس للإمبراطورية الإسلامية، مؤكدا ومنفّذا للوحي النبوي، مساعدا ومشاورا لأبي بكر خلال فترة خلافته القصيرة، وواضعا ومؤسسا للأنظمة واللوائح التي تنظم إدارة القانون عبر حدود وأنحاء الفتوحات الإسلامية الممتدة بسرعة، وقد كانت (سياسة) اليد الصارمة التي تعامل بها مع قادة جيوشه الأكثر شعبية في خضم جيوشهم وفي أبعد مشاهد إنتصاراتهم، أعطت (هذه السياسة) دليلا بارزا على قدرته الاستثنائية على الحكم.
من خلال بساطة عاداته وازدرائه لمظاهر البهاء والترف والأبهة، فقد اقتدى بمثال النبي وأبو بكر. وقد سعى بشكل مستمر ليؤثر ويحث قادة جيوشه على التحلي بهذه الصفات والسياسات، ففي رسائله لقادة الجيوش كان يقول: "حذار من الترف الفارسي، سواء في المطعم او في الملبس والزموا عادات بلادكم البسيطة، وسينصركم الله عليهم وسيفتح لكم." وقد كانت عقيدته القوية واقتناعه الراسخ بهذه السياسات هي التي جعلته يتشدد في معاقبة كُلّ أسلوب متباه وإنغماس فاخر في ضبّاطِه. وبالإضافة لذلك، فإن المراسم المتبّعة (في وقته) تشير بالثناء على قلبه بالإضافة إلى عقله، فقد نهى أن تُباع أية امرأة وقعت في الأسر وقد وُلد لها طفل على أنها رقيق، وأما عند توزيع الأعطيات للمسلمين، من الغنائم أو من بيت المال، فقد قسّمها حسب حاجات وليس مميزات الطالبين، وكان يقول: "الله أعطانا هذه الأشياء الدنيوية لسدّ احتياجاتنا، وليس لمكافأة فضائلنا، تلك المكافأة حسابها في الآخرة"[74].
   
ويقول المستشرق الإسكتلندي وليم موير في كتابه "صعود وانحدار الخلافة":
   
إن حياة عمر لا تتطلب الكثير لإظهار ملامحها، البساطة والواجب كانتا مبادءه التوجيهية، النزاهة والعدل والتفاني كانت الميزات الرائدة في حكمه، وكانت تثقل كاهله مسؤولية الخلافة حتى أنه كان يقول: "يا ليت أمي لم تلدني، او أني كنت قصبا من عشب بدلا من ذلك". كان في صباه ذا مزاج ناري سريع الإتّقاد، ومن ثم عُرف بعد ذلك في الأيام القادمة خلال صحبته ألأولى لمحمد كالمحامي الصارم المتأهب للثأر، ومن ذلك نصيحته بأن يقتل أسارى بدر، ولكن التقدم في العمر فضلا عن كاهل المسؤولية قد خففت من حدّته، وكان حسّه بالعدالة قويّا. وباستثناء ما وقع بينه وبين خالد بن الوليد من المشاحنات، قإنه لم يسجَّل عليه أي عمل من الطغيان أو الظلم، وحتى في مسألته مع خالد فإنما كانت معاملته له كخصم في الحق وليس لأهواء شخصية. وكان اختياره لقادة جيوشه خاليا من المحاباة والتفضيلية، وباستثناء عمّار والمغيرة فإن اختياره كان دائما محظوظا.
إن القبائل والجماعات المختلفة في أنحاء الإمبراطورية، والتي تمثل المصالح الأكثر تنوعا، قد وضعت في نزاهته الثقة المطلقة، وقد أبقت قبضته القوية على إنضباط القانون والإمبراطورية... كان يجوب شوارع وأسواق المدينة وسوطه بيده، جاهزا لمعاقبة المفترين فورا، وهكذا ظهر المثل "أن درّة عمر (سوطه) مهاب أكثر من سيف غيره". ولكن مع كل هذا، فقد كان رقيق القلب، وسجّلت له أفعال من الشفقة والرحمة لا تعدّ مثل مواساة وتخفيف حاجات الأرامل واليتامى.."[75]
   
وفي كتاب "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية"، يقول المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون:"
   
ومع ذلك فإن عفّة تواضع عمر لم تكن بأقل مستوى من فضائل أبي بكر، كان طعامه (عمر) يتكون من مجرد التمر أو الخبز، وكان شرابه الماء. وكان يخطب بالناس وعليه ثوب مخرّق في إثني عشر موضعا. وقد رآه المرزبان (حاكم مقاطعة فارسي) عندما أتى زائرا ليؤدي لعمر فروض الطاعة، رآه نائما مع الفقراء المعدمين في أحد طرقات المدينة. إن هذا التواضع والتسامح مقرونا بزيادة الدخل العام (للدولة) مكّن عمر من توزيع الأعطيات على المؤمنين بشكل عادل ومنتظم متجاهلا لمكافأة نفسه. فمثلا أعطى العباس عم الرسول أول وأعلى المخصصات، حوالي خمس وعشرين ألف درهم. وخصص خمسة آلاف للمجاهدين الأولين ممن شهدوا بدرا، أعطى للباقين من أصحاب محمد ثلاثة آلاف درهم لكل منهم.
... خلال خلافته ومن سبقه (أبو بكر) فقد كان فاتحوا الشرق هم عبيد الله المخلصون، كانت الثروات المجتمعة مكرّسة للنفقات، للحرب والسلام، في مزيج حكيم من الغنيمة والعدالة. حافظ هذا على اتحاد وانضباط أهل الصحراء عن طريق سعادة نادرة كوّنت توازنا بين تنفيذ الحكم المطلق والحكم الجمهوري من خلال ثوابت متساوية للكل.[76]
فضله ومكانته فى الاسلام
يعتقد المسلمون من أهل السنة والجماعة أن أفضل الأمة بعد نبيها محمد هو أبو بكر، ثم عمر. ثم عثمان ثم علي[77].وتواترت الأخبار عن السلف في ذلك [78]روى البخاري في صحيحه والترمذي في السنن والطبراني في المعجم الأوسط، عن محمد بن الحنفية قال: «قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين[79][80][81]
وقد وردت أحاديث وأخبار كثيرة في فضل عمر ومكانته. منها:
روى أحمد في مسنده (401/2) وابن أبي شيبة (25/12) وابن أبي عاصم في «السنة» (1250) والبزار (2501) من طريق جهم بن أبي جهم عن المسور بن مخرمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه». حديث صحيح[82].
وروى الترمذي في سننه والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.[83][84][85]
وروى البخاري عن أبي هريرة ومسلم عن عائشة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب» حديث صحيح[86][87]
وروى البخاري ومسلم والنسائي والطبراني وأحمد وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمروالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك» حديث صحيح [88][89][90][91]
وروى الطبراني في الكبير (8813/9) بإسناد حسن من طريق زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال:
«إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، إن إسلامه كان نصرا، وإن إمارته كانت فتحا، وايم الله ما أعلم على الأرض شيئا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاه، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكا يسدده ويرشده، وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق منه أن يحدث في الإسلام حدثا فيرد عليه عمر، وايم الله لو أعلم أن كلبا يحب عمر لأحببته
وروى أحمد (106/1) بإسناد حسن من طريق يحي بن أيوب البجلي عن الشعبي‏‏ عن وهب السوائي قال:
خطبنا علي فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ قلت: أنت ياأمير المؤمنين. قال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وما نُبعدُ أن السكينة تنطق على لسان عمر.
وقال ابن مسعود:
"مازلنا أعزة منذ أسلم عمر."[92]
وعن طلحة بن عبيد الله قال:
"ما كان عمر بأولنا إسلاماً ولا أقدمنا هجرة، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة"، خرجه الفضائلي.[93]
وقال ابن مسعود:
"لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم"[62]
من اقوال عمر بن الخطاب رضى الله عنه
قال عمر رضي الله عنه:لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم ، وإعتزل عدوك ، وإحذر صديقك إلا الأمين
،ولا أمين إلا من خشي ربه ، وتخشع عند القبور ، وذل عند الطاعة ، واستعصم 
عند المعصية ، واستشر الذين يخشون الله . 
إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع ..
لا تنظروا إلى صيام أحد ولا الى صلاته ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث .. والى أمانته إذا ائتمن ، وورعه إذا أشفى .

إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك .
من كثر ضحكه قلت هيبته .... ومن مزح استخف به .... ومن أكثر من شيء عرف به . 
ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه .... ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه . 
 
أحب الناس إلي ،.. من رفع إلى عيوبي ..
رأس التواضع : أن تبدأ بالسلام على من لقيته من المسلمين ..
وأن ترضى بالدون من المجلس ، وأن تكره أن تذكر بالبر والتقوى .
-
أجرأ الناس ، من جاد على من لا يرجو ثوابه ... وأحلم الناس ، من عفا بعد 
القدرة .... وأبخل الناس ، الذي يبخل بالسلام .... وأعجز الناس , الذي يعجز
عن دعاء الله .
ليس خيركم من عمل للآخره وترك الدنيا ، أوعمل للدنيا 
وترك الآخره ، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ، وإنما الحرج فى الرغبه فيما
تجاوز قدر الحاجه وزاد على حد الكفايه.
نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة بغير الله أذلنا الله
إن من صلاح توبتك ، أن تعرف ذنبك .... وإن من صلاح عملك ، أن ترفض عجبك .... وإن من صلاح شكرك ، أن تعرف تقصيرك. 
-
لا تكلم فيما لا يعنيك ، واعرف عدوك ، وأحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين 
إلا من يخشى الله ، ولا تمشي مع الفاجر ، فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على 
سرّك ، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل . 
إن لله 
عباداً ، يميتون الباطل بهجره ، ويحيون الحق بذكره ، رغبوا فرغبوا ، ورهبوا
فرهبوا ، خافوا فلا يأمنون ، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا فخلطوا بما 
لم يزايلوا ، أخلصهم الخوف ، فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم ، لما يبقى لهم .الحياة عليهم نعمة ، والموت لهم كرامة 
لا تتركوا أحداً من الكفار يستخدم أحداً من المسلمين . 
لا خير في قوم ليسوا بناصحين ، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين .رحمك الله يا من اعز الاسلام بك ... كما دعاه رسول الله**صل الله عليه وسلم


مواقف مع سيدنا عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه)

الصبي الذي أسكت عمر!! 
أجتاز عمر رضي الله عنه بصبيان يلعبون،،فهربوا إلا عبد الله بن الزبير،فقال له عمر:- لِمَ لم تفِر مع أصحابك؟؟
قال لم يكن لي جُرم فأفر منك ولا كان الطريق ضيقاً فأوسع عليك!!!!

--------------------------------------------------------------------
سيدنا عمر يُقبل وجه سيدناعلي ( رضى الله عنهما(أدعى رجل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه،، وعلي جالس 
فألتفت،فقال:- قُم يا أبا الحسين فأجلس مع خصمك..فقام فجلس معه وتناظرا، ثم أنصرف الرجل ورجع 
علي،إلى محله، فتبين عمر التغير في وجهه فقال:- يا أبا الحسين، مالي أراك متغيراً! أكرهت ما كان؟ قال: 
نعم ،قال:- وماذاك؟ قال:- كنيتني بحضرة خصمي، هلا قلت:-قُم يا علي فأجلس مع خصمك! فأعتنق عمر علياً وجعل،يُقبل وجهه وقال:- بأبي أنتم! بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور..

أبا ذر الغفارى يداعب عمر!!
روي عن عمر رضي الله عنه، أنه لقي أبا ذر الغفاري،فقال له: كيف أصبحت يا أبا ذر؟
فقال:- أصبحتُ أُحب الفتنة وأكره الحق وأصلي بغير،وضوء ، ولي ما ليس لله في السماء...فغضب عمر غضباً شديداً , فدخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فقال له:- يا أمير المؤمنين على 
وجهك،أثر الغضب!!فأخبره عمر بما كان له مع أبا ذر ..فقال:- صدق يا عمر!!يُحب الفتنة يعني المال والبنين, لأن الله قال (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) .. ويكره الحق يعني الموت 
ويصلي بغير وضوء يعني أنهُ يصلي على النبي بغير،وضوء كل وقت,, وله في الأرض ما ليس لله في 
السماء، لهُ زوجة وولد وليس لله زوجة وولد...فقال عمر:- أصبت وأحسنت يا أبا الحسين، لقد أزلت،ما في قلبي على حذيفة بن اليمان...

------------------------------------------------------
أعرابي أبكى عمر...
قيل إن أعرابي وقف على باب عمر بن الخطاب فقال:-يا عمر الخير جزيت الجنة،أكس ِ بناتي وأمهن
وكن لنا في ذا الزمان جنة،أقسم با لله لتفعلنه،فقال عمر:- وإن لم أفعل يكون ماذا؟؟
قال:- إذاً يا أبا حفص لأمضين .. فقال:- فإذا مضيت يكون ماذا؟
قــــــــال:- والله عنهن لتسألن يوم تكون الأعطيات منة ، وموقف المسئول بينهن إما إلى ناراً وإما إلى جنة، فبكى 
عمر حتى أخضلت لحيتهُ ، ثم قال لغلامه:- يا غلام ،أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره.. والله لا أملك غيرة 

من طرائف مواقف عمر رضى الله عنه العادلة
أنه خرج في ليلة مظلمة يطوف في الليل بنفسه، فرأى في بعض البيوت ضوء سراج وسمع ضجة فوقف على الباب ليسمع فراى عبدا أسودا أمامه إناء فيه شراب، ومعه جماعه فهم بالدخول من الباب فلم يقدر من تحصين البيت فتسور السطح ونزل إليهم ومعه سوطه الذي يضرب به.
فلما رأوه قاموا وفتحو الباب وانهزموا فأمسك بالأسود فقال له: يا أمير المؤمنين، قد أخطأت وإني تائب فاقبل توبتي.
فقال : أريد أن أضربك على خطيئتك!
فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت قد أخطأت في واحدة فأنت أخطأت في ثلاث: فإن 
الله تعالى يقول: ((ولا تجسسوا)) وأنت تجسست ويقول: ((وأتوا البيوت من أبوابها)) وأنت أتيت من السطح ويقول : ((لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)) وأنت دخلت وما سلمت! 
فهب هذه لتلك وأنا تائب إلى 
الله تعالى!
فقال عمر رضى 
الله عنه: أسألك أن تتوب الى الله فقد حسن كلامك.


No comments:

Post a Comment